القائمة الرئيسية

الصفحات

مهدي بلحاج.. قصة مهندس تونسي عبَر أدغال إفريقيا في رحلة بريّة دامت 4 سنوات نحو 28 دولة و200 قبيلة (صور)


 

تمكن التونسي مهدي بلحاج من القيام برحلة برّية في أدغال إفريقيا انطلقت من تونس نحو 28 دولة و 200 قبيلة خلال 3 سنوات ، وفق ما أكده في مداخلة هاتفية مع برنامج “آخر النهار .


وقال مهدي إنه تعلم الكثير من هذه الرحلة وسافر مع عدد من القبائل البدائية وتعرف على عديد العادات والتقاليد مؤكدا أنه عندما غادر تونس كان ينوي زيارة وعبور 12 دولة إلى حين الوصول إلى إفريقيا الجنوبية إلا أنه في رحلته اكتشف العديد من القبائل الجديدة .


وتابع أنه خلال هذه الرحلة أصيب بمرض “الملاريا” أكثر من مرّة وانقطع بشكل تام عن العالم الخارجي في الدول التي لا توجد فيها تغطية انترنت إلا أنه عزيمته وإصراره على مواصلة استكشاف الجانب الآخر من القارة الافريقية دفعه إلى مواصلة رحلته معبرا على سعادته بهذه التجربة .


وبدأ بلحاج رحلته منذ عام 2018 عندما سلك الطرق من تونس إلى جنوب إفريقيا مرورا بـ36 دولة، ومئات الطرائف والمغامرات ليتوقف عند مدغشقر مخططا لطريق العودة، التي ستمر به عبر جزر الموريس والسيشال ثم إفريقيا الشرقية وصولا إلى مصر ومنها إلى تونس، ليقفل الرحالة جولته عبر القارة السمراء التي استغرقت أربع سنوات ووثقها عبر الفيديو والصور على منصات التواصل الاجتماعي.


وتحدث الرحالة مهدي بلحاج، عن سبب اختياره للقارة الإفريقية وجهة لرحلته، قائلا: “كثيرا ما يصور الإعلام إفريقيا بأنها قارة الحروب والمجاعات متجاهلا جمال جغرافيا وثراء ثقافات هذه القارة التي أفخر بالانتماء إليها، فالحقيقة أن إفريقيا من أجمل قارات العالم وأغناها من كل النواحي، ويحضر فيها التنوع الديني والثقافي والتاريخي والجغرافي، وتتميز بثراء المناظر الطبيعية ووفرة الحيوانات البرية فهي تختزل كل ماهو موجود في العالم”.


وتابع مهدي: “لقد اختارتني قارة إفريقيا ووقعت تحت سحرها لأن مسار رحلتي كان في البداية من تونس إلى جنوب إفريقيا مرورا بعشرة بلدان، ولكنني كنت أتفاجأ في كل مرة بحضارات وثقافات وقبائل ولغات وقصص في الطريق، مما غذى فضولي ودفعني لمواصلة الرحلة وزيارة البلدان المجاورة حتى خرجت عن الطريق التي سطرتها في البداية لزيارة أكثر بلدان ممكنة والاقتراب من الشعوب الإفريقية والسكان المحليين”.


ويروي لنا الرحالة مهدي بلحاج أغرب ما صادفه من ثقافات الشعوب في القارة السمراء متحدثا عن حفلات “السحر الأسود” في الطوغو، حيث يلتقي السحرة من الطوغو والبنين وغانا لتقديم العروض الفرجوية أمام الجماهير والتنافس، وعن الاحتفال بالموتى في الكاميرون لدى قبيلة “الباماليكي “في شمال البلاد أين يحتفون بالميت بعد خمس سنوات من وفاته بالرقصات الإفريقية والغناء ويفتحون قبره للاحتفاظ برأسه في المنزل، إلى جانب مشاركته في تجربة الحج الإفريقي في السينغال “الماغال” مع ستة ملايين شخص في مكان واحد، ورحلته على سطح أطول قطار في العالم في موريتانيا أين قضى ثلاثة أيام داخل الصحراء”.


ويضيف الرحالة: “كل البلدان في إفريقيا أعجبتني وشدتني فيها طبيعة الحياة البرية والعادات والتقاليد الغريبة عني، ورغم التجارب صعبة التي مررت بها، هناك بلدان مازالت أرغب في العودة إليها واكتشاف تفاصيل حضارتها أكثر مثل الجزائر وخاصة المنطقة الجنوبية منها وناميبيا وجزر ساوتومي في غرب إفريقيا”.



تعليقات