غاية فرياني اوليفيارا طباخة تونسية إختارت السير وراء هوايتها متخلية عن مسارها المهني في الخدمات المصريفية الإستثمارية ، في رحلة بدأت الخوض فيها تصاعديا لتمر من القاعدة إلى القمة حيث هدفها المنشود .
كانت البداية حين اشترت غاية كتابا لطهي الحلويات من “برنس اند نوبل” أكبر مكتبة لبيع الكتب في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، حينها كانت تعمل في مجال بعيد كل البعد عن الطهي ، ولم يكن يخطر في بالها أبدا تغيير مسارها المهني في مجال الخدمات المصريفية الإستثمارية.
كتاب غير حياة غاية و حير داخلها شغفا دفيناً من أيام الطفولة ثريا بذكريات وروائح الماضي، جدها الذي كان يهدي جدتها أجود أنواع الشوكولاتة الفرنسية والحلوى والنوجا لتعد بها حلويات الأعياد التي ضلت راسخة في مخيلتها.
بدأت غاية مهمتها كطاهية معجنات في مطعم “دانيل”، هناك حيث اظهرت قدراتها وأضفت طابعها الخاص بلمسة تونسية أصيلة وهو ما أثار إعجاب رواد المطعم.
أخذت تبتكر وتطور وتتفن في إعداد الحلويات من خلال إستعمال،ماء الزهر،وماء العطرشية ، الزعفران ، الفلفل وهو ما تسميه طاهيتنا ب”اللمسة السحرية “.لمسة سحرية تونسية بيدي طابخة عاشقة لما تفعله و محبة لما تقدمه .
لم تكن الطباخة التونسية طباخة هاوية بل تعلمت أسس الطهي في أكاديمية الطهي في “لونغ آيلاند “وبعد ذلك ، أكملت برنامجًا في إدارة المطاعم في معهد الطهي الفرنسي حيث تحصلت على جائزة مؤسسة “جيمس بيرد” لعام 2017 لأفضل شيف معجنات, إضافة إلى الخبرة التي تلقتها من الطهاة االذين عملت معهم ، لتمتلك بذلك تجربة ثرية ومتنوعة مع طابعها الخاص الذي تضفيه مع كل وصفة تعدها.
من المطبخ إلى الشاشة …
ذاع صيت غاية في نيويورك وزاحم أسماء الطهاة المشهورين ليتم إختيارها رفقة مجموعة من طهاة الحلويات في فيلم وثائقي بعنوان “Ottolenghi and the Cakes of Versailles”,فيلم مثير للجدل مدته 75 دقيقة من إخراج لورا غابيرت . غاية كانت الطاهية التونسية و العربية الوحيدة التي يتم إختيارها في الفيلم و هو ما يعد أمرا مهما للغاية في مسيرتها .
تجربة مختلفة ..مجموعة مطاعم جاك أند كو نيويورك
من مطعم دانيال الفرنسي إنتقلت غاية إلى جاك أند كو في مدينة نيويورك ,مجموعة من المطاعم تظم أشهر الطهاة عبر أحياء مدينة نيويورك إلى لونغ آيلاند سيتي,هناك حيث تزاحم غاية أشهر الطهاة تفرض نفسها وتضفي طابعها الخاص والمتفرد ولمساتها الخاصة في تجربة خاصة و متفردة في مرحلة من الهرم الذي تتدرج فيه نحو القمة .
قصة نجاح تونسية تروي إصرار إمرأة على المضي قدماً في طريقها التي اختارت أن تخوضه من القاعدة إلى القمة ، حبها لشغفها جعلها تتخلى على وظيفتها في مجال مهم كمجال الخدمات المصريفية الإستثمارية إلى مجال نقيض.
مسيرة صعبة وطريق وعرة لإثبات الذات نجحت غاية فرياني اوليفيارا في خوضها خصوصا كونها إمرأة عربية في دولة أجنبية كالولايات المتحدة الأمريكية.
تعليقات
إرسال تعليق